أصابها الملل من كل من حولها, أحست بأنها تحيا حياة زائفة, كل من حولها يخادع و يتظاهر, و لقد أصابها املل من التظاهر بأن كل شئ على ما يرام, وظهر هذا جليا على ملامحها, كل من يراها يسألها ما بك؟, و هي تجاوب: لا شئ لا تعرف ماذا تقول و لمن تتحدث, لن يفهمها أحد فالكل يرى أن هذه هي الدنيا ولابد أن تسير بهذا النظام, لكنها كانت تشعر بأنها تفتقد شيئا ما و كان قلبها يحدثها بأنها ستجد في هذا الشئ المفقود طريق النجاة.
و فجأة تغيرت ملامحها, أصبحت أكثر اشراقا و الإبتسامة لا تفارق شفتيها كل من يراها يسأل ما سر هذه الإشراقة و ما سبب هذا التغير, الكل يضحك و يسأل بتخابث هل هذا حب؟ فتجاوبهم ضحكتها الهادئة.
لقد وجدت ضالتها, وجدت ما تفتقده, لم تجده في نظرة ساحرة أو كلام معسول ولا لمسة آسرة أو جمال يذهب العقول, ولكنها وجدته في حب الله و في طاعته, ذهب احساسها بالملل و لم يعد أحد من البشر يهمها, فليخادع من يخادعو لكنها لن تخدع و لن تتظاهر بعد اليوم, لقد ذهب عنها الخوف لم يعد يشغلها أن ترضي الناس بل يشغلها إرضاء رب الناس, لقد عاد لها ما فقدته عادت لها ثقتها في نفسها لأنها وثقت في الله و في رحمته و هل يمكن أن يضل من هدى الله.
No comments:
Post a Comment