أفضل الذكر لا إله إلا الله
لأن أقول سبحان الله و الحمد لله ولا إله إلا الله و الله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس
كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم
اضغط هنا هم دقيقتان فقط



Sunday, May 31, 2009

التدريس:ذكريات و حكايات-2


بدأت أولى الخطوات لتحقيق الحلم و التحقتُ بكلية التربية.
و كتبتُ الرغبات الداخلية و كانت الرغبة الأولى قسم العلوم البيولوجية.
وضعت شؤون الطلبة إعلانا لتخبرنا أن الطلبة الجدد عليهم أن يجتازوا اختباراً شفوياً يقوم به أساتذة الكلية و على أساس نتيجة هذا الاختبار سيتحدد قبول الطلبة بالأقسام التي يرغبون بها, و أعطوا لكل واحد منا رقماً و قاموا بتوزيعنا على لجان بناءاً على هذه الأرقام.
ذهبت إلى لجنتي, و هالني ما رأيت من أعداد الطلاب يقفون في صفوف يزاحم كل منهم الآخر و كأنهم مجموعة من حارسي العمارات يقفون في طابور على نافذة المخبز و يتقاتلون ليصل كل منهم لرغيف الخبز قبل الآخر.
ابتعدت عن طابور الخبز أقصد الطلبة و أسندت ظهري إلى الحائط في انتظار أن يقل الزحام و أجد طريقاً للدخول.
بعد ساعة من الانتظار بدأ الزحام يقل و استطعت أن أدخل لغرفة الإعدام أقصد الاختبار الشفوي.
اتجهت إلى مكتب الدكتور.
ابتسم في وجهي و قال "تقدمي يا بنيتي, اجلسي"
تقدمت في خطوات واسعة, و جلست على المقعد المواجه للمكتب.
سألني عن سبب اختياري لقسم البيولوجي, فأخبرته بالقصة كاملة.
ابتسم في سعادة واضحة و أعطاني ورقة بها جملة مكتوبة و طلب مني قراءتها.
قرأتها بتأنٍ, فزادت ابتسامته اتساعا.
سألني في بعض المعلومات العامة الثقافية و الدينية, فأجبت جميع أسألته.
ابتسم و أخبرني أن الاختبار قد انتهي.

في اليوم الثاني علمت بأني قُبلت في قسم العلوم البيولوجية فصرتُ في غاية الفرحة و السرور, أحلق في السماء كطير مسرور يداعب في قوس قزح الألوان و يغرد بأعذب الألحان. فأخذت الجدول الدراسي بعد صراع شديد لأصل إليه , و صعدت إلى القسم لأسأل هل ستبدأ الدراسة منذ الإسبوع الأول أم ماذا؟
و هنا بدأ الفرح يتلاشى و بدأ الاصطدام بالواقع.
لم أجد أحد من الأساتذة لأسأله, فسألت سكرتير القسم فنظر إلي بتعجب و قال: ما هذه الهمة و هذا النشاط؟
دراسة من الإسبوع الأول
لا لن تبدأ, استريحي في بيتك هذا الإسبوع و ستبدأ الدراسة بالإسبوع القادم.
شعرت بأني في مصلحة حكومية و الموظف الكسول يقول لي مر علينا بالغد "فوت علينا بكره"
انتظرت مرور باقي الإسبوع على أحر من الجمر, و مع بداية الإسبوع الجديد ذهبت قبل الميعاد المحدد لحضور المحاضرة الأولى.
كانت محاضرة لإحدى المواد التربوية التي لم نفقه فيها شيئا مما قاله المحاضر, و بعد انتهاء المحاضرة و قفت مع الطالبات الجدد و كانت جولة سريعة لنتعرف على بعضنا البعض.
في البداية كنت أشعر أني كائن غريب مختلف عن كل الموجودين.
لم؟!!!!
لأني الوحيدة المجنونة "على حد قولهم" التي التحقت بكلية التربية برغبتها و محض إرادتها بل و كانت رغبتها الأولى أيضا.
الجميع هنا التحقوا بالكلية رغما عنهم لأن هذا هو ما فعله بهم مجموع الثانوية العامة, منهم من لم يضع الكلية ضمن اعتباراته, و منهم من وضعها ليكمل عدد الرغبات, و منهم من كتبها كآخر رغبة, وهكذا.
و هكذا كان اليوم الأول بالكلية غير مشجع على الإطلاق.
كعادتي, لم أشغل عقلي بما حولي من آراء و اختلافات, و أخذت قراراً بأن أداوم على حضور المحاضرات و الدروس العملية.
و مع مرور الوقت كان حبي للمواد العلمية يزداد و ضيقي من المواد التربوية يزداد.
لم أكن من النوع الذي يذاكر دروسه أولا بأول و يحفظها جيدا, و لكن كنت أعتمد على الفهم و الاستيعاب و كنت أحب الدروس العملية جدا و أهتم بها بشدة و أهتم برسم العينات من تحت عدسة الميكروسكوب و كنت أقرأ و أطلع و أهتم لأني أحب المادة لا لأني أريد الحصول على تقدير عالٍ أو لأني أهتم بالاختبارات
و انتهى العام الأول بعد طول عناء ولكن باستمتاع على الرغم من العناء.
و جاء ميعاد النتيجة لتخبرنني صديقاتي بأني الأولى على القسم.
لم أصدقهن الأولى كيف ؟

و لكن هذه هي الحقيقة.
شعرت بسعادة بالغة و دخلت العام الدراسي الثاني بسعادة و حماسة أكبر و مر كما مر العام السابق و كانت النتيجة كما العام الأول.
و هكذا انتهى أول عامان من الدراسة و من الطريق لتحقيق الحلم, و جاء العام الثالث الذي يختلف كثيرا عن سابقيه .
لِم يختلف؟
سأخبركم فيما بعد

Tuesday, May 19, 2009

التدريس:ذكريات و حكايات-1


منذ صغري و أنا أعشق الكائنات الحية و غرائبها, كنت أقضي الكثير من الوقت أتامل في المخلوقات, ألعب مع النمل في شرفة المنزل, أصنع له الحواجز و أنتظر لأرى كيف سيتصرف و يعبرها, أتأمل يرقات الضفادع الصغيرة في برك المياة في الحديقة المجاورة لمنزلنا, أنظر للقواقع و هي تتسلق جذوع الأشجار في بطئ شديد للغاية و عندما تصل لمنتصف الطريق أنتزعها برفق و أضعها عند قاعدة الشجرة لأراها تتسلق مرة أخرى, أنتظر اليوم الذي نذهب فيه لعمي لأنه يمتلك حوض كبير للأسماك و قفص كبير به عصافير رائعة, فأظل جالسة أتأمل الأسماك و أداعبها و أذهب للطيور أضع لها الطعام و أستمع إليها و هي تغرد بصوتها الرائع.
و كنت أتابع كل البرامج التي تعرض على التلفاز حول هذا الموضوع: عالم الحيوان, عالم البحار, جولة الكاميرا, العلم و الإيمان و غيرها.
و في الصف الثالث الإبتدائي عندما بدأنا ندرس مادة العلوم أحببت العلوم أكثر و أكثر.
لماذا؟
بالطبع لآن معلم العلوم كان معلماً رائعاً مرحاً يعلمنا برفق و حب و يزرع بداخلنا حب العلم.
كنت محظوظة لأنه قام بتدريس العلوم لنا ثلاث سنوات متتالية, لا زلت أذكره و يذكرني إلى الآن برغم مرور ما يقرب من العشرين عام.
بعدها انتقلت للمرحلة الإعدادية و ازداد حبي للعلوم لأن معلمة العلوم كانت أكثر من رائعة, و لأني أحب الكائات الحية جدا, كان حبي لجزء الأحياء من العلوم لا حد له و يزداد بشدة.
و عندما انتقلت للمرحلة الثانوية كنا ندرس كل فرع من العلوم منفرداً فالفيزياء مادة مستقلة و الكيمياء مادة مستقلة و كذلك الأحياء.
كانت معلمة الأحياء أستاذة لا يمكن أن أنساها أبداً, متمكنة من المادة العلمية, حريصة جدا علينا و على مصلحتنا,تخشى الله و تتقيه في تدريسها لنا, تعتبر نفسها أماً لنا, تخبرنا دائما أن علينا أن نتعلم العلم ليس من أجل النجاح و المجموع فقط و لكن لأن يقربنا من الله و يجعلنا نستشعر عظمة خلقه.
و لأني أحببت المادة جداً اتخذت قراراً هاماً و هو أني أريد أن أصبح معلمة لمادة الأحياء.
و هكذا, بعد نتيجة الثانوية العامة, و بعد استخارة الله عز و جل, كانت كلية التربية هي الرغبة الأولى في الرغبات المقدمة لمكتب التنسيق.و تحقق ما أردت و التحقت بكلية التربية قسم العلوم البيولوجية و بدأت أولى الخطوات لتحقيق الحلم.