أفضل الذكر لا إله إلا الله
لأن أقول سبحان الله و الحمد لله ولا إله إلا الله و الله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس
كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم
اضغط هنا هم دقيقتان فقط



Monday, November 9, 2009

رجاء خاص مني إلى كل من أعرفهم


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قد نمر في حياتنا ببعض المحن و الابتلاءات بأشكال متعددة من مرض أو فقدان ما نحب أو عدم الوصول إلى ما نريد أو أي شيء آخر و هذه المحن و الابتلاءات تكون رسالة من الله عز و جل لكي ندرك منها شيئا ما أو نتعلم منها شيئا ما

>و عل كل من يمر بمحنة أو ابتلاء أن يتدبر و يفكر فيه جيدا و يسأل ما هي الرسالة التي يجب أن يتعلمها
لأن الشخص الذكي هو من يتعلم مما يتعرض له من محن و ابتلاءات و يستخدمها ليغير من سلوكياته و تفكيره

في الفترة الأخيرة تعرضت لبعض المحن المتتالية و الحمد لله تعلمت منها شيء مهم جدا
ألا وهو أن الحياة لا تستحق كل هذا العناء و أن لا شيء يستحق أن نحزن عليه و نغضب من أجله إلا أخطاءنا و تقصيرنا في حق الله

تعلمت أن من أفضل النعم التي قد يمن بها الله على العبد هي نعمة الرضاء بقضاء الله مهما كان
و أن أفضل شيء أن تنام و قلبك مطمئن لما قسمه الله لك
أن تغفو و قلبك صافي
أن تقابل الله و قد سامحت و عفوت و نزعت من قلبك الغل و الحقد
فالدنيا لا تستحق أي شيء من هذا

لذا أريد أن أخبركم جميعا بشيء مهم
أساتذتي و زملائي و صديقاتي و طلبتي و أحبائي و من عرفتهم من قريب أو من بعيد من يعرفونني و أعرفهم شخصيا أو معرفة عابرة

أشهد الله العظيم ثم أشهدكم أني قد سامحت كل من أخطأ في حقي سواء يقصد أو لا يقصد و أني لا أحمل في قلبي ضغينة لأي أحد أعرفه

و أسألكم جميعا أن تسامحوني و تغفروا لي إن كنت أخطأت في حق أحدكم أو اغتبته أو ذكرته بما يكره بقصد أو بغير قصد فما أنا إلا بشر كباقي البشر يصيب و يخطيء
و ليس عيبا أن نخطيء بل العيب أن نصر على الخطأ و أن نتكبر عن أن نعترف بذنوبنا

أعتذر على طول رسالتي و أعتذر إن كنت قد أصبتكم بشيء من الملل

أحبكم جميعا في الله
و أسأل الله أن يجعلنا هداة مهتدين
و ينصر بنا الإسلام و المسلمين

Monday, August 24, 2009

ما هو رمضان ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

رمضان .. هو شهر من الأشهر العربية الاثني عشر ، وهو شهر معظم في دين الإسلام وقد تميز عن بقية الشهور بجملة من الخصائص والفضائل ومن ذلك :

1- أن الله عز وجل جعل صومه الركن الرابع من أركان الإسلام , كما قال تعالى : ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه) البقرة / 185 , وثبت في الصحيحين البخاري ( 8 ) ، ومسلم ( 16 ) من حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله , وأن محمدا عبد الله ورسوله , وإقام الصلاة , وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان , وحج البيت " .

2- أن الله عز وجل أنزل فيه القرآن , كما قال تعالى في الآية السابقة : ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ) البقرة / 185 ، وَقَال سُبْحَانَهُ وتَعَالَى : { إنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ } .

3- أن الله جعل فيه ليلة القدر , التي هي خير من ألف شهر , كما قال تعالى : ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ . لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ . تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ . سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) القدر / 1_5 . وقال أيضا : ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ ) الدخان / 3 .

فَضَّلَ اللَّهُ تَعَالَى رَمَضَانَ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ , وَفِي بَيَانِ مَنْزِلَةِ هَذِهِ اللَّيْلَةِ الْمُبَارَكَةِ نَزَلَتْ سُورَةُ الْقَدْرِ وَوَرَدَتْ أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ مِنْهَا : حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ , تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ , وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ , وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ , لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ,مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ " رواه النسائي ( 2106 ) وأحمد (8769) صححه الألباني في صحيح الترغيب ( 999 ) .

وَحَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ " " رواه البخاري (1910) ومسلم ( 760 ) .

4- أن الله عز وجل جعل صيامه وقيامه إيمانا واحتسابا سببا لمغفرة الذنوب , كما ثبت في الصحيحين البخاري ( 2014 ) ، ومسلم ( 760 ) من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " . و فيهما البخاري ( 2008 ) ومسلم ( 174 ) أيضا عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم : " ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " .

وقد أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى سُنِّيَّةِ قِيَامِ لَيَالِيِ رَمَضَانَ , وَقَدْ ذَكَرَ النَّوَوِيُّ أَنَّ الْمُرَادَ بِقِيَامِ رَمَضَانَ صَلَاةُ التَّرَاوِيحِ يَعْنِي أَنَّهُ يَحْصُلُ الْمَقْصُودُ مِنْ الْقِيَامِ بِصَلَاةِ التَّرَاوِيحِ .

5- أن الله عز وجل يفتح فيه أبواب الجنان , ويُغلق فيه أبواب النيران , ويُصفِّد فيه الشياطين , كما ثبت في الصحيحين البخاري ( 1898 ) ، ومسلم ( 1079 ) من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة , وغلقت أبواب النار , وصُفِّدت الشياطين " .

6- أن لله في كل ليلة منه عتقاء من النار ، روى الإمام أحمد (5/256) من حديث أبي أُمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لله عند كل فطر عتقاء " . قال المنذري : إسناده لا بأس به . وصححه الألباني في "صحيح الترغيب" (987) .

وروى البزار (كشف_ 962) من حديث أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة _ يعني في رمضان _ , وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة " .

7- أن صيامَ رمضان سببٌ لتكفير الذنوب التي سبقته من رمضان الذي قبله إذا اجتنبت الكبائر , كما ثبت في "صحيح مسلم" (233) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الصلوات الخمس , والجمعة إلى الجمعة , ورمضان إلى رمضان , مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر " .

8- أن صيامه يعدل صيام عشرة أشهر , كما يدل على ذلك ما ثبت في "صحيح مسلم" (1164) من حديث أبي أيوب الأنصاري قال : " من صام رمضان , ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر " . وروى أحمد ( 21906 ) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من صام رمضان فشهر بعشرة أشهر ، وصيام ستة أيام بعد الفطر فذلك تمام السنة )

9- أن من قام فيه مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ، لما ثبت عند أبي داود (1370) وغيره من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة " . وصححه الألباني في "صلاة التراويح" (ص 15)

10- أن العمرة فيه تعدل حجة ، روى البخاري (1782) ومسلم (1256) عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة من الأنصار : " ما منعك أن تحجي معنا ؟ " قالت : لم يكن لنا إلا ناضحان , فحج أبو ولدها وابنها على ناضح , وترك لنا ناضحا ننضح عليه , قال : " فإذا جاء رمضان فاعتمري , فإن عمرة فيه تعدل حجة " , وفي رواية لمسلم :" حجة معي " . والناضح هو بعير يسقون عليه .

11- أنه يُسن الاعْتِكَافُ فِيهِ , لِمُوَاظَبَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَيْهِ , كَمَا جَاءَ فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ - رضي الله عنها – " أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ تَعَالَى , ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ " رواه البخاري ( 1922 ) ومسلم ( 1172 ) .

12- يُسْتَحَبُّ فِي رَمَضَانَ اسْتِحْبَابًا مُؤَكَّدًا مُدَارَسَةُ الْقُرْآنِ وَكَثْرَةُ تِلاوَتِهِ , وَتَكُونُ مُدَارَسَةُ الْقُرْآنِ بِأَنْ يَقْرَأَ عَلَى غَيْرِهِ وَيَقْرَأَ غَيْرُهُ عَلَيْهِ , وَدَلِيلُ الاسْتِحْبَابِ " أَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يَلْقَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ " رواه البخاري ( 6 ) ومسلم ( 2308 ) .

وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ مُسْتَحَبَّةٌ مُطْلَقًا , وَلَكِنَّهَا فِي رَمَضَانَ آكَدُ .

13- يستحب في رمضان تَفْطِيرُ الصَّائِمِ : لِحَدِيثِ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ , غَيْرَ أَنَّهُ لا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا " رواه الترمذي (807) وابن ماجه ( 1746 ) وصححه الألباني في صحيح الترمذي (647). راجع سؤال رقم ( 12598 )

والله تعالى اعلم.


منقول للفائدة

أثمن ثلاث ساعات في رمضان

أثمن ثلاث ساعات في رمضان

الساعة الأولى
أول ساعة من النهار / بعد صلاة الفجر
قال الإمام النووي رحمه الله في كتاب الأذكار
اعلم أن أشرف أوقات الذكر في النهار
الذكر بعد صلاة الصبح

وأخرج الترمذي عن أنس رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله
حتى تطلع الشمس
ثم صلى ركعتين
كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة
رواه الترمذي وقال حديث حسن

وكان النبي صلى الله عليه وسلم
إذا صلى الغداة جلس في مصلاه
حتى تطلع الشمس حسناء

ونص الفقهاء على استحباب استغلال هذه الساعة
بذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس

وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم
اللهم بارك لأمتي في بكورها
لذا يكره النوم بعد صلاة الصبح
لأنها ساعة تقسّم فيها الأرزاق
فلا ينبغي النوم فيها بل احيائها بالذكر والدعاء
وخاصة أننا في شهر رمضان
الذي فيه يتضاعف الأجر والثواب

الساعة الثانية
آخر ساعة من النهار/ قبل الغروب
هذه الساعة الثمينة تفوت على المؤمن الصائم
غالباً بالانشغال بإعداد الإفطار والتهيء له
وهذا لاينبغي لمن حرص على تحصيل الأجر
فهي لحظات ثمينة ودقائق غالية
هي من أفضل الأوقات للدعاء وسؤال الله تعالى
فهي من أوقات الاستجابة
كما جاء في الحديث قال صلى الله عليه وسلم
ثلاث مستجابات
دعوة الصائم
ودعوة المظلوم
ودعوة المسافر
رواه الترمذي

وكان السلف الصالح لآخر النهار أشد تعظيماً من أوله
لأنه خاتمة اليوم والموفق من وفقه الله
لاستغلال هذه الساعة في الدعاء الى الله

الساعة الثالثة

وقت السحر
السحر هو الوقت الذي يكون قبيل الفجر
قال تعالى
{{والمستغفرين بالأسحار}}

فاحرص أخي الصائم على هذا الوقت الثمين
بكثرة الدعاء والاستغفار حتى يؤذن الفجر
وخاصة أننا في شهر رمضان
فلنستغل هذه الدقائق الروحانية
فيما يقوي صلتنا بالله تعالى

قال تعالى حاثاً على اغتنام هذه الساعات الثمينة
بالتسبيح والتهليل
{{وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها
ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى}}

وقال تعالى
{{وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها
ومن الليل فسبحه وأدبار السجود}}

قال الحسن البصري رحمه الله
الدنيا ثلاثة أيام
أما أمس ، فقد ذهب بما فيه -
وأما غداً ، فلعلك لاتدركه -
وأما اليوم ، فلك فاعمل فيه


منقول للفائدة

Sunday, May 31, 2009

التدريس:ذكريات و حكايات-2


بدأت أولى الخطوات لتحقيق الحلم و التحقتُ بكلية التربية.
و كتبتُ الرغبات الداخلية و كانت الرغبة الأولى قسم العلوم البيولوجية.
وضعت شؤون الطلبة إعلانا لتخبرنا أن الطلبة الجدد عليهم أن يجتازوا اختباراً شفوياً يقوم به أساتذة الكلية و على أساس نتيجة هذا الاختبار سيتحدد قبول الطلبة بالأقسام التي يرغبون بها, و أعطوا لكل واحد منا رقماً و قاموا بتوزيعنا على لجان بناءاً على هذه الأرقام.
ذهبت إلى لجنتي, و هالني ما رأيت من أعداد الطلاب يقفون في صفوف يزاحم كل منهم الآخر و كأنهم مجموعة من حارسي العمارات يقفون في طابور على نافذة المخبز و يتقاتلون ليصل كل منهم لرغيف الخبز قبل الآخر.
ابتعدت عن طابور الخبز أقصد الطلبة و أسندت ظهري إلى الحائط في انتظار أن يقل الزحام و أجد طريقاً للدخول.
بعد ساعة من الانتظار بدأ الزحام يقل و استطعت أن أدخل لغرفة الإعدام أقصد الاختبار الشفوي.
اتجهت إلى مكتب الدكتور.
ابتسم في وجهي و قال "تقدمي يا بنيتي, اجلسي"
تقدمت في خطوات واسعة, و جلست على المقعد المواجه للمكتب.
سألني عن سبب اختياري لقسم البيولوجي, فأخبرته بالقصة كاملة.
ابتسم في سعادة واضحة و أعطاني ورقة بها جملة مكتوبة و طلب مني قراءتها.
قرأتها بتأنٍ, فزادت ابتسامته اتساعا.
سألني في بعض المعلومات العامة الثقافية و الدينية, فأجبت جميع أسألته.
ابتسم و أخبرني أن الاختبار قد انتهي.

في اليوم الثاني علمت بأني قُبلت في قسم العلوم البيولوجية فصرتُ في غاية الفرحة و السرور, أحلق في السماء كطير مسرور يداعب في قوس قزح الألوان و يغرد بأعذب الألحان. فأخذت الجدول الدراسي بعد صراع شديد لأصل إليه , و صعدت إلى القسم لأسأل هل ستبدأ الدراسة منذ الإسبوع الأول أم ماذا؟
و هنا بدأ الفرح يتلاشى و بدأ الاصطدام بالواقع.
لم أجد أحد من الأساتذة لأسأله, فسألت سكرتير القسم فنظر إلي بتعجب و قال: ما هذه الهمة و هذا النشاط؟
دراسة من الإسبوع الأول
لا لن تبدأ, استريحي في بيتك هذا الإسبوع و ستبدأ الدراسة بالإسبوع القادم.
شعرت بأني في مصلحة حكومية و الموظف الكسول يقول لي مر علينا بالغد "فوت علينا بكره"
انتظرت مرور باقي الإسبوع على أحر من الجمر, و مع بداية الإسبوع الجديد ذهبت قبل الميعاد المحدد لحضور المحاضرة الأولى.
كانت محاضرة لإحدى المواد التربوية التي لم نفقه فيها شيئا مما قاله المحاضر, و بعد انتهاء المحاضرة و قفت مع الطالبات الجدد و كانت جولة سريعة لنتعرف على بعضنا البعض.
في البداية كنت أشعر أني كائن غريب مختلف عن كل الموجودين.
لم؟!!!!
لأني الوحيدة المجنونة "على حد قولهم" التي التحقت بكلية التربية برغبتها و محض إرادتها بل و كانت رغبتها الأولى أيضا.
الجميع هنا التحقوا بالكلية رغما عنهم لأن هذا هو ما فعله بهم مجموع الثانوية العامة, منهم من لم يضع الكلية ضمن اعتباراته, و منهم من وضعها ليكمل عدد الرغبات, و منهم من كتبها كآخر رغبة, وهكذا.
و هكذا كان اليوم الأول بالكلية غير مشجع على الإطلاق.
كعادتي, لم أشغل عقلي بما حولي من آراء و اختلافات, و أخذت قراراً بأن أداوم على حضور المحاضرات و الدروس العملية.
و مع مرور الوقت كان حبي للمواد العلمية يزداد و ضيقي من المواد التربوية يزداد.
لم أكن من النوع الذي يذاكر دروسه أولا بأول و يحفظها جيدا, و لكن كنت أعتمد على الفهم و الاستيعاب و كنت أحب الدروس العملية جدا و أهتم بها بشدة و أهتم برسم العينات من تحت عدسة الميكروسكوب و كنت أقرأ و أطلع و أهتم لأني أحب المادة لا لأني أريد الحصول على تقدير عالٍ أو لأني أهتم بالاختبارات
و انتهى العام الأول بعد طول عناء ولكن باستمتاع على الرغم من العناء.
و جاء ميعاد النتيجة لتخبرنني صديقاتي بأني الأولى على القسم.
لم أصدقهن الأولى كيف ؟

و لكن هذه هي الحقيقة.
شعرت بسعادة بالغة و دخلت العام الدراسي الثاني بسعادة و حماسة أكبر و مر كما مر العام السابق و كانت النتيجة كما العام الأول.
و هكذا انتهى أول عامان من الدراسة و من الطريق لتحقيق الحلم, و جاء العام الثالث الذي يختلف كثيرا عن سابقيه .
لِم يختلف؟
سأخبركم فيما بعد

Tuesday, May 19, 2009

التدريس:ذكريات و حكايات-1


منذ صغري و أنا أعشق الكائنات الحية و غرائبها, كنت أقضي الكثير من الوقت أتامل في المخلوقات, ألعب مع النمل في شرفة المنزل, أصنع له الحواجز و أنتظر لأرى كيف سيتصرف و يعبرها, أتأمل يرقات الضفادع الصغيرة في برك المياة في الحديقة المجاورة لمنزلنا, أنظر للقواقع و هي تتسلق جذوع الأشجار في بطئ شديد للغاية و عندما تصل لمنتصف الطريق أنتزعها برفق و أضعها عند قاعدة الشجرة لأراها تتسلق مرة أخرى, أنتظر اليوم الذي نذهب فيه لعمي لأنه يمتلك حوض كبير للأسماك و قفص كبير به عصافير رائعة, فأظل جالسة أتأمل الأسماك و أداعبها و أذهب للطيور أضع لها الطعام و أستمع إليها و هي تغرد بصوتها الرائع.
و كنت أتابع كل البرامج التي تعرض على التلفاز حول هذا الموضوع: عالم الحيوان, عالم البحار, جولة الكاميرا, العلم و الإيمان و غيرها.
و في الصف الثالث الإبتدائي عندما بدأنا ندرس مادة العلوم أحببت العلوم أكثر و أكثر.
لماذا؟
بالطبع لآن معلم العلوم كان معلماً رائعاً مرحاً يعلمنا برفق و حب و يزرع بداخلنا حب العلم.
كنت محظوظة لأنه قام بتدريس العلوم لنا ثلاث سنوات متتالية, لا زلت أذكره و يذكرني إلى الآن برغم مرور ما يقرب من العشرين عام.
بعدها انتقلت للمرحلة الإعدادية و ازداد حبي للعلوم لأن معلمة العلوم كانت أكثر من رائعة, و لأني أحب الكائات الحية جدا, كان حبي لجزء الأحياء من العلوم لا حد له و يزداد بشدة.
و عندما انتقلت للمرحلة الثانوية كنا ندرس كل فرع من العلوم منفرداً فالفيزياء مادة مستقلة و الكيمياء مادة مستقلة و كذلك الأحياء.
كانت معلمة الأحياء أستاذة لا يمكن أن أنساها أبداً, متمكنة من المادة العلمية, حريصة جدا علينا و على مصلحتنا,تخشى الله و تتقيه في تدريسها لنا, تعتبر نفسها أماً لنا, تخبرنا دائما أن علينا أن نتعلم العلم ليس من أجل النجاح و المجموع فقط و لكن لأن يقربنا من الله و يجعلنا نستشعر عظمة خلقه.
و لأني أحببت المادة جداً اتخذت قراراً هاماً و هو أني أريد أن أصبح معلمة لمادة الأحياء.
و هكذا, بعد نتيجة الثانوية العامة, و بعد استخارة الله عز و جل, كانت كلية التربية هي الرغبة الأولى في الرغبات المقدمة لمكتب التنسيق.و تحقق ما أردت و التحقت بكلية التربية قسم العلوم البيولوجية و بدأت أولى الخطوات لتحقيق الحلم.

Thursday, April 16, 2009

رسالة إلى نفسي

‏إن غلبتني يوما أحزاني
وفاض الدمع بأشجاني
وغربة نفسي هزمتني
عصفت كالريح بوجداني
وليالي الوحدة أدمتني
وسقتني كأس الحرمان
وأسرتني الدنيا وجائتني
بلايا من كل الألوانِ
‏وبرايا العالم عادتني
هدمت أحلاما وأماني
سيظل الأمل يؤازرني
يجري كالدم بشرياني
وكلام الخاتم يهديني
ويضيء طريقي قرآني
وسأحسن بإلهي ظني
وسأغلب يأسي بإيماني

Wednesday, April 1, 2009

لحــــ ألم ــــظة

قد نمر في حياتنا بكثير من اللحظات المؤلمة
بكثير من الاختبارات و الأزمات
و قد يكون الألم محتملا و قد يفوق كل احتمال
و لكن يزول الكثير من الألم عندما نجد من يشاركنا آلامنا
عنما نجد يدا حانية تربت علينا بحب و حنان
عندما نجد بجوارنا من يقول أنا هنا من أجلك
فمن رحمة الله بالإنسان أن يضع في طريقه من يخفف عنه آلامه و أحزانه
فما أصعب أن تتألم بمفردك
أن ترسم على وجهك ابتسامة و قلبك يتمزق من الألم
أن يضحك فمك و روحك تصرخ
و ليس أمامك أي بديل
تتألم بمفردك ولا تستطيع أن تبوح بما يعتمل في نفسك
فمن حولك لن يفهم
و من يفهم ليس هنا من حولك
فلا تجد أمامك سوى المزيد و المزيد من الآلام
و في كل لحظة تمر يتضاعف الألم
لأن أسباب الألم تتزايد
عندما تولد لحظة الألم تتألم
و كل لحظة تمر عليك بعدها و أنت وحيد يزداد الألم
فكما يحتاج الطفل الرضيع إلى أمه لكي تضمه إلى صدرها ليشعر بالأمان
يحتاج الإنسان إلى من يسانده في ألمه و يقف بجواره لتمر محنته بسلام
هكذا هي لحظات الألم
تمر كلمح البصر عندما نجد من يساند
و تبقى أبد الدهر عندما نواجهها وحدنا ولا أحد يساعد
فيا كل من يتألم و يجد بجواره سندا فلتحمد الله كثيرا فأنت في نعمة ما بعدها نعمة
و يا كل من يتألم ولا يجد سندا فلتلجأ إلى الله و كفى به سندا


Monday, February 16, 2009

بدعة

من باب "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ "
أردت أن أطرح هذا الموضوع لكي نعرف ما معنى البدعة و لِمَ هي خطر و لكي أوضح عدة نقاط أخرى.

و لكن قبل أن نبدأ و نتحدث عن البدعة أريد أن أوضح بعض النقاط أولا
أولا: أن أمور الدين الخاصة بالعبادات و الأذكار و أحكامها لا يتم فيها إعمال العقل بل تؤخذ كما هي و الدليل على هذا هو كلام أمير المؤمنين على بن أبي طالب رضي الله عنه
"لو كان الدِّين بالرَّأي، لكان أسفلُ الخُفِّ أولى بالمسح من أعلاه، وقد رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يمسح أعلى الخُفِّ"
بمعني لواستعملنا العقل يكون المستساغ عقليا عندما نتوضأ أن نمسح أسفل الخف لأنه الجزء المتعرض للأرض و الاتساخ لكن ثبت عن الرسول عليه الصلاة و السلام مسح أعلى الخف و ليس أسفله
إذن لا يصلح في فتوى متعلقة بأمر من أمور الدين التعبدية أن أقول نُعْمِل العقل.
ثانيا:
يقول الله عز وجل "فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"
و طالما سألنا أهل العلم إذن لابد أن نرضى بحكمهم لأنهم بالتأكيد أكثر علما منا
و إذا أراد أي شخص أن يرد على فتوى أفتاها أحد العلماء في أمر من أمور الدين فلا يقول أنا رأيي كذا
لأن مع احترامي الشديد للجميع لا أنا ولا أنتم على علم كافي لكي نرد على العلماء
لكنمن يريد أن يرد يستشهد برد لأحد العلماء أيضا بمعنى لو نحن اختلفنا على فتوى بعينها نبحث ما رأي العلماء فيها من يؤيدها و من يعارضها و ما هي أدلة كل فريق و أيهم أقوى
لكن لا نقول أنا رأيي كذا و أنا أرى كذا
لأن من يتصدر للفتوى لابد أن يكون على علم كبير
لابد أن يكون ملماً بأحكام الشريعة في الأمور الفقهية و أحكام القياس و الاستنباط و الأحاديث النبوية من حيث الصحة و الضعف و الكذب و ما إلى ذلك
ثالثا : من يقول أن الدين ليس حكرا على أحد
أعترض بشدة
الدين ليس حكرا على أحد في العبادة لكن عندما نأتي للفتوى يصبح الدين حكرا على أشخاص بعينهم
هل يصلح أن نأخذ روشته الطبيب و نذهب بها للبقال و نسأله هل الدواء صحيح أم لا
بالتأكيد لا يصلح
لابد أن نسأل طبيبا مثله
لماذا إذن الطب حكرا على الأطباء
و الصيدلة على الصيادلة
و الزراعة على المزارعين
و الدين ليس حكرا و يتكلم فيه كل من يريد بغير علم
من يريد أن يناقش لابد أن يكون على نفس المستوى في العلم و إلا فلا يناقش


نأتي لموضوعنا الأساسي
ما هي البدعة؟

البدعة هي مالم يكن له دليل من الكتاب و السنة من الأشياء التي يُتَقَرَّبُ بها إلى الله.
البدعة هي التي تحدث في الدين و هي ليست منه, كأن يأتي بعبادة من العبادات ليس لها دليل من الشرع.
فكل من تعبد لله بشيء لم يشرعه الله أو بشيء لم يكن عليه النبي صلى الله عليه و سلم و خلفاؤه الراشدون فهو مبتدع.
أما الأمور العادية التي تتبع العادة و العرف فهذه لا تُسمى بدعة في الدين و ليست هي التي حذر منها الرسول صلى الله عليه و سلم

هل هناك بدعة سيئة و بدعة حسنة؟
ليس هناك بدعة حسنة أبدا, بل البدع كلها ضلالة كما قال النبي صلى الله عليه و سلم: "وكل بدعة ضلالة"
فالذي يزعم أن هناك بدعة حسنة يخالف قول الرسول صلى الله عليه و سلم: "فإن كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة" فالرسول عليه الصلاة و السلام لم يسثني من البدع شيئا بل قال "كل بدعة ضلالة"

إذن كيف يصح أنه "من سنَّ سنة حسنة فله أجرها و أجر من عمل بها"؟
بالنسبة لقوله صلى الله عليه و سلم: "من سنَّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها و أجر من عمل بها" رواه الإمام مسلم في صحيحه 705,2/704
فهو لا يدل على وجود بدعة حسنة لأن الرسول لم يقل من "ابتدع بدعة حسنة", و إنما قال "من سنَّ سنة حسنة" و السنة غير البدعة
فالسنة الحسنة هي التي توافق الشرع و هي إحدى ثلاث أشياء:
1- أن يبدأ الإنسان بالسنة أي يبدأ العمل بها
و هو سبب الحديث السابق"من سنَّ في الإسلام...." فقد جاء إلى النبي قوم و هم في حاجة و فاقة "فقر" فحث النبي صلى الله عليه و سلم على التصدق فجاء رجل من الأنصار بصُرَّة من فضة قد أثقلت يده فوضعها في حجر النبي فاقتدى به الناس و تتابعوا في تقديم الصدقات فقال النبي صلى الله عليه و سلم:
"من سنَّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها و أجر من عمل بها"
فهذا الرجل سنَّ سنة ابتداء العمل بأن كان أول من عمل بالسنة.
2- أن يفعل الإنسان سنة بعد تركها فيحيها فهنا يقال سنَّها أي أحياها و لكنه لم يشرعها من عنده.
3- أن يفعل الإنسان شيئا وسيلة لأمر مشروع كبناء المدارس و طبع الكتب فهذا من باب الحث على العلم الذي حثنا عليه ديننا و هو شيء لا يتم التعبد به بذاته

ما حكم البدعة و من يعمل بها؟
قال عليه الصلاة و السلام: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رِد" (صحيح البخاري ج3 ص 167)
و في رواية : "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رِد" (صحيح مسلم ج3 ص 1343,1344)
ما هي خطورة البدعة و لِمَ حذر الرسول صلى الله عليه و سلم منها؟
قال عليه الصلاة و السلام "و إياكم و محدثات الأمور, فإن كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة" رواه الإمام أحمد في مسنده, و رواه أبو داوود في سننه, و رواه الترمذي في سننه.


و البدعة أمر في غاية الخطورة لأنها تدخل على الدين ما ليس فيه حتى و لو كان الغرض منها خيرا
فمع مرور الأعوام يموت البشر الذين ابتدعوا البدع و يبقى العمل نفسه فيظن الناس أنه من أصل الدين

فمن ينظر للتاريخ مثلا يجد أن الشرك و عبادة الأصنام بدأت بأعمال الغرض منها كان خيرا
فمثلا الأصنام هذه كانت لأناس صالحين و بعد موتهم صنع الناس لهم التماثيل ليذكروهم بالتقوى و العمل الصالح و يكونوا لهم قدوة و مثلا و مع مرور الأعوام مات صناع هذه الأصنام و ماتت معهم حقيقة أنهم لم يكونوا يعبدوها و لكن كانوا يعبدون الله
و رسخ في أذهان ذرياتهم أنهم رأوا آباءهم يوقرون هذه التماثيل فظنوا أنهم يعبدونهم ليقربوهم من الله " مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى
" و هكذا بدأت عبادة الأصنام و توارثتها الأجيال "قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ"
و كذلك عبادة الأحجار بدأت بأن نفر من العرب كانوا يوقرون الكعبة لأنها بيت الله فابتدعوا بدعة و هي أن يأخذوا معهم أجزاء من أحجار الكعبة عند سفرهم ليتبركوا بها
و بنفس الطريقة هم ماتوا و توارثت ذريتهم العمل نفسه ظنا منهم أنه جزء من الدين يقربهم إلى الله


نأتي لآخر نقطة
انتشر في العديد من المنتديات موضوعات تسجيل الحضور بالصلاة على الرسول و تسجيل الخروج بكذا و كذا
و هذه المواضيع أفتى الكثير من علمائنا "عندما سئلوا عنها" بأنها بدعة ولا تجوز فقال البعض أن نلغي ارتباطها بوقت معين و هكذا تكون صحيحة و ليست بدعة
هذا الكلام غير صحيح
حتى و لو كان الغرض منه خيرا
لأن هذا نوع من أنواع الذكر الجماعي و هو بدعة
فمن الممكن أن تحدد لنفسك مثلا وقت معين في اليوم تذكر فيه الله أو تصلي فيه على الرسول تبعا لعملك و وقت فراغك و لكن هذا يكون لك وحدك و بمفردك
ولا يصح مثلا أن تأتي بأصحابك و تقول لهم هيا سأصلي على الرسول
صلى الله عليه و سلم الآن و أنتم تفعلون مثلي
لأن هذا بدعة
بالضبط مثلما أنه يصح أن تقول سأصلي ركعتين تطوع لله
لكنلا يصح أن تأتي بأصحابك و تقول سنصلي ركعتين تطوع جماعة لأنه من المعروف أن صلاة التطوع لا تُصلى في جماعة

لكن هل هناك دليل أن الذكر الجماعي هذا خطأ و بدعة؟
والدليل في ذلك هو حديث عمرو بن سلمة ..
عن عمرو بن سلمة : كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود قبل الغداة ، فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد ، فجاءنا أبو موسى الأشعري، فقال أَخَرَجَ إليكم أبو عبد الرحمن بعد ؟ قلنا : لا . فجلس معنا حتى خرج ، فلما خرج قمنا إليه جميعًا ، فقال له أبو موسى : يا أبا عبد الرحمن ، إني رأيت في المسجد آنفًا أمرًا أنكرته ، ولم أر - والحمد لله - إلا خيرًا. قال : فما هو ؟ فقال : إن عشت فستراه. قال : رأيت في المسجد قومًا حِلَقًا جلوسًا ينتظرون الصلاة ، في كل حلقة رجل ، وفي أيديهم حَصَى ، فيقول : كبروا مائة ، فيكبرون مائة ، فيقول : هللوا مائة ، فيهللون مائة ، ويقول : سبحوا مائة ، فيسبحون مائة .
قال : فماذا قلت لهم ؟ قال : ما قلت لهم شيئًا انتظار رأيك وانتظار أمرك .
قال : أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم ، وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم شيء ؟
ثم مضى ومضينا معه ، حتى أتى حلقة من تلك الحلق ، فوقف عليهم ، فقال : ما هذا الذي أراكم تصنعون ؟ قالوا : يا أبا عبد الرحمن ، حَصَى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح .
قال : فعدّوا سيئاتكم ، فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء . ويحكم يا أمة محمد، ما أسرع هلكتكم ! هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون ، وهذه ثيابه لم تبل ، وآنيته لم تكسر ، والذي نفسي بيده، إنكم لعلى ملَّة أهدى من ملَّة محمد ، أو مفتتحوا باب ضلالة. قالوا : والله يا أبا عبد الرحمن ، ما أردنا إلا الخير . قال : وكم من مريد للخير لن يصيبه .
إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حدثنا أن قومًا يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم.
وأيم الله ما أدري ، لعل أكثرهم منكم ، ثم تولى عنهم . فقال عمرو بن سلمة : رأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج.
( أخرجه الدارمي وصححه الألباني)

إذن هؤلاء القوم لم تكن نيتهم سيئة بل أرادوا خيرا
و مع ذلك أنكر عبد الله بن عباس عليهم ذلك


أتمنى ألا أكون قد أثقلت عليكم
اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا
سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين