ظلت تسير و تخطو فوق الحصى و الرمال, يدها الصغيرة تمسك بيد عروستها الجميلة بينما اليد الأخرى تمسك بحجر صغير أخذته من أشلاء منزلها الذي خر صريعا من جراء القصف العدواني, هوى المنزل العتيق على رأس من فيه, مات كل أهلها و لم يتبق لها أحد في هذه الدنيا .كانت تلهو بعروستها في الساحة خلف المنزل عندما حدث ما حدث, بكت و صرخت حتى ملأ صراخها الأجواء و لكن ما من مجيب, لم تعد تدري ماذا تفعل و أين تذهب.ضمت عروستها الصغيرة لصدرها كأنما تبثها الحنان و تستمد منها الأمان, و قبضت أصابعها الصغيرة بقوة على الحجر, تمنت لو تفتت تحت ضغطة أصابعها, أفاقت من أمنيتها على صوت الطلقات وجدت نفسها على مشارف المدينة أمام الأوغاد الذين هدموا منزلها و قتلوا أهلها, كانوا يمطرون بعض المناضلين بوابل من الرصاص, تذكرت منظر المنزل المهدوم و الأحبة الصرعى, استجمعت شجاعتها و أطل الغضب من العينين البريئتين, ألقت الحجر بكل ما تملك من قوة فأصاب أحد الجنود في عينيه و سقط ينزف.رد القتلة على الحجر بآلاف من الرصاصات إخترقت الجسد الطاهر الصغير فسقطت على الأرض, دماؤها تسيل و عيناها تريان أهلها الأحباء, إبتسمت و لوحت بيدها الصغيرة لهم و اليد الأخرى تحتضن عروستها الصغيرة و تقربها من شفتيها لتضع على و جنتيها القبلة الأخيرة, و تهمس في أذنها سأراك قريبا فلا تظني أن هذا و داع
Friday, February 22, 2008
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment